الأربعاء، 23 يناير 2013

ابن الطاعه هاناخد منه البركه




حدث قبل الانتخابات البرلمانيه الماضيه ان قمت ومجموعه من الشباب المسيحيين بحمله توعيه للوسط المسيحي بأهميه تلك الانتخابات وكيفيه سير العمليه الانتخابيه ، ولا اخفي عنكم اننا كنا نوجهه المستمعين الى اختيار قائمه بعينها – وذلك لانها كانت الافضل والباقي جميعه قوائم اسلاميه - ، قد زورنا جميع القري والمراكز وكنائس المحافظه .

ثم حدثت المفاجأه ،،،، في يوم ما قبل الانتخابات صدرت التعليمات من الاسقف ان يتم اختيار قائمه اخري ، وعند احتجاج احد الكهنه بعث له برساله مكتوب فيها ( ابن الطاعه تحل عليه البركه )


اذا فهل يجب ان احتج ام أطيع ؟ وما هو شكل وضوابع هذه الطاعه ، وهل الاحتجاج على الخطاً ذكر في الكتاب المقدس ؟ ام انه يجب علينا ان نطيع القاده حتى وان كنا نري ان قرارتهم خطأ ؟


اذا ،،،،، 

الاحتجاج في اللغه هو طريقة للتعبير عن رأي جماعة او حزب سياسي او شخص ، ونحن يومياً نري صور مختلفه من الاحتجاجات في شتى مجالات الحياه .

حدث ان بولس ذهب الى الهيكل في اورشليم ذات يوم وكان اليهود هناك قد نشروا عنه اكاذيب خاليه من الصحه ، وبعد ان رأوه في الهيكل انهالوا عليه ضرباً ثم اتى الرومان واخذوه ، فطلب منهم ان يكلم الشعب ،، فكان اول جمله قالها بولس للجمع الواقف ( أيها الرجال الاخوه والاباء ، اسمعوا احتجاجي الان لديكم ) ( اع 22 : 1 )

لقد كان لدى اليهود افكار عاريه تمامه من الصحه عن بولس وافكاره وتوجهاته ، بل لم يكتفوا بنشر الاكاذيب بل القوا القبض عليه وقاموا بضربه ،، هل كان المطلوب من بولس ان يقول – هذه الافكار الكاذبه نشروها عنى وليس عن المسيح فلذلك لا يجب ان ادافع عن نفسي ؟ ، ام ان يترك نفسه للرومان ويذهب معهم  وهو يؤمن ان الله يدافع عنه وهو صامت ؟ - بالطبع كان بولس يؤمن ان الله القادر ان يحميه يستطيع ان ينجيه ، لكنه ايضا كان على يقين بالدور المحدد له ان ينفذه .


كذلك حدث موقف مشابهه في ( اع 25 : 16 ) ( فأجبتهم ان ليس للرومان عاده ان يسلموا احداً للموت قبل ان يكون المشكو عليه مواجهه مع المشتكين فيحصل على فرصه للاتجاج على الشكوي )

لقد كان بولس الرسول على علم بكافه القوانين الرومانيه حينذاك ، وكان يعلم حقوقه وواجباته والتزاماته تجاه الدوله ، وكان يطالب بها ، ومن احد هذه الحقوق هى الاحتجاج على ما يحدث – في حاله ان يكون خطأ – ولم يكن يكتفي بأن يعلم هذا فقط ، بل كان يطبقه .

ومن الامثله ما يمكن ان نعرضها في عشرات الصفحات .

السؤال هنا : هل لان متخذ القرار هو احد القيادات الكنسيه فهذا يمنعه من ان يخطأ ؟ 

وإن اتخذ القرار وكان خطأ أليس من حقي ان احتج واعارض ؟

هل البركه لن تأتي عليّ لانى لم اطيع قرار خطأ ؟


رجاء خاص ،، لا تستخدموا سلطاتكم بشكل ابتزازي وغير سليم ( اعطوا الجزيه لمن له الجزيه والاكرام لم له الاكرام )


ارجوا جميع السلطات الكنسيه إلا تعودوا بنا مره اخري لصقوق الغفران التى تحمل في زماننا الحاضر اسم ( ابن الطاعه تحل عليه البركه – على الطريقه المسيحيه - ، و لا تجادل ولا تناقش – على الطريقه الاسلاميه - )


ملحوظه : اكتشفنا بعد انتهاء الانتخابات ان القائمه التى قرر الاسقف دعمها هى خاصه بأحد الاحزاب الذى كان قد رفع دعوه قضائيه ضد الكنيسه وتم التنازل عنها مقابل دعم الكنيسه له 

الأربعاء، 2 يناير 2013

ايليا النبى المتمرد




قد يندهش البعض من العنوان لهذا المقال وقد يستنكره البعض الاخر ، لكن في الحقيقه 

اذا نظرنا الى النبي ايليا بنفس النظره والفلسفه التى يتحدث بها المسيحيين في هذا 

القرن سوف نجد ان النبى الناري ايليا هو شخص متمرد غير خاضع للسلطات مشاكس 

ويبحث عن المشاكل والمتاعب في كل مكان 
.

سوف نعرض حادثتين في حياه النبى الناري وسيجد كل من يفكر بطريقه مسيحيو 

القرن الحادي والعشرين ان الصفات السالف ذكرها هى صفات اصيله في النبي ايليا

اما كل من يفكر بروح المسيحيه ويستطيع ان يقرأ ما بين السطور سيجد ان هذا ما 

يطلبه الله من جميع ابناءه في كل العصور .


اولا : كان ايليا النبى في زمن اخاب الملك ، ويذكر الكتاب ان اخاب الملك عمل الشر

 في عيني الرب ( اي انه كان ملك شرير ) ( 1 مل 16 : 30 ) وبناء على فساد وشر 

هذا الملك قرر الله ان يمنع المطر عن المدينه – وبذلك ستكون هناك مجاعه عارمه -  

وبعد هذا تقابل الملك مع ايليا فسأله ( أأنت مكدر اسرائيل ) كان من الواجب على ايليا 

النبى ان يرد عليه بكل احترام وعيناه تمتلئ من حمره الخجل ولا يرفع رأسه وهو 

يتحدث مع الملك ثم يرد عليه ويقول ( نعم يا سيدى انا خادمك ) – هذا طبعا من مفهوم 

مسيحيو القرن الحادي والعشرين – لكن ايليا النبي لم يفعل ذلك بل كان رده بكل جرأه 

وقوه وحسم (لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ 
الْبَعْلِيمِ ) امل 18 : 18

لقد واجه البنى ايليا الملك بالسبب الرئيسي في المجاعه التى حدثت للبلاد بكل جرأه 

وقوه ، ثم حدثت بعد هذا الحوار قصه التحدي بين كهنه البعل وايليا واسفر عن قتل 

ثماني مئه وخمسين نبى للبعل

السؤال هنا : ألم يكن ايليا النبى على علم انه لابد ان نخضع للسلطات ؟ وان كل 

سلطان انما هو من الله حسب رومية 13 ؟



ثانياً: صدر موقف من نفس الملك ( اخاب ) وهو يعبر عن الفساد الاجتماعي 

والاخلاقي والاستخدام الغير عادل للسطله والقوه ، كان هذا الموقف هو سلب قطعه

 حقل مملوكه لاحد عامه الشعب وهو نابوت اليزرعيلي ، عرض الملك على نابوت

 عرض سخيا لكن لاسباب او لاخري لم يقبل نابوت بها ، فما كان من زوجة الملك إلا

 ان دبرت مكيده على اثرها تم اعدام صاحب الارض وبذلك استطاع الملك ان يأخذ 

قطعه الارض.


فماذا كان دور ايليا النبى ؟ - من وجهه نظر مسيحيو القرن الحادي والعشرين – كان

 لابد ان يصمت فلا يجب ان يوبخ الملك لانه سلطه ولا يجب ان يتحداه بل كان من 

الواجب ان يصلي ان يظهر له الله في رؤيه في المساء ويعلن له عن خطأه وبذلك يكون 

ايليا النبى سلك المسلك الرائع الهادئ المتواضع ، بل ايضا يكون بذلك قد حفظ نفسه من 

بطش هذا الحاكم الفاسد.


لم يفعل ذلك ايليا النبى بل ذهب الى الملك وواجهه قائلا (هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟ ثُمَّ 

كَلِّمهُ قَائِلاً: هكَذاَ قَالَ الرَّبُّ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ 

دَمَكَ أَنْتَ أَيْضًا )


لم يخف ايليا النبى من بطش هذا الملك ، ولم يقل انه لو تحدث سيكون مصيره مثل 

مصير نابوت اليزرعيلي ، لكنه واجهه الملك بكل قوه وحزم بل واصدر عليه الحكم 

ايضا .



اخيرا اود ان اقول لا يجب ان تفهم مواقف ونصوص الكتاب المقدس فهما متعسفاً 

متطرفاً ،، ضع النصوص والمواقف جميعها جنباً الى جنب وستدرك الحقيقه ، ولا 

تبرر خوفك وترددك وعدم استطاعتك لمواجهه الحقيقه بأن كل هذا بناء على تعاليم 

الكتاب .