الأربعاء، 2 يناير 2013

ايليا النبى المتمرد




قد يندهش البعض من العنوان لهذا المقال وقد يستنكره البعض الاخر ، لكن في الحقيقه 

اذا نظرنا الى النبي ايليا بنفس النظره والفلسفه التى يتحدث بها المسيحيين في هذا 

القرن سوف نجد ان النبى الناري ايليا هو شخص متمرد غير خاضع للسلطات مشاكس 

ويبحث عن المشاكل والمتاعب في كل مكان 
.

سوف نعرض حادثتين في حياه النبى الناري وسيجد كل من يفكر بطريقه مسيحيو 

القرن الحادي والعشرين ان الصفات السالف ذكرها هى صفات اصيله في النبي ايليا

اما كل من يفكر بروح المسيحيه ويستطيع ان يقرأ ما بين السطور سيجد ان هذا ما 

يطلبه الله من جميع ابناءه في كل العصور .


اولا : كان ايليا النبى في زمن اخاب الملك ، ويذكر الكتاب ان اخاب الملك عمل الشر

 في عيني الرب ( اي انه كان ملك شرير ) ( 1 مل 16 : 30 ) وبناء على فساد وشر 

هذا الملك قرر الله ان يمنع المطر عن المدينه – وبذلك ستكون هناك مجاعه عارمه -  

وبعد هذا تقابل الملك مع ايليا فسأله ( أأنت مكدر اسرائيل ) كان من الواجب على ايليا 

النبى ان يرد عليه بكل احترام وعيناه تمتلئ من حمره الخجل ولا يرفع رأسه وهو 

يتحدث مع الملك ثم يرد عليه ويقول ( نعم يا سيدى انا خادمك ) – هذا طبعا من مفهوم 

مسيحيو القرن الحادي والعشرين – لكن ايليا النبي لم يفعل ذلك بل كان رده بكل جرأه 

وقوه وحسم (لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ 
الْبَعْلِيمِ ) امل 18 : 18

لقد واجه البنى ايليا الملك بالسبب الرئيسي في المجاعه التى حدثت للبلاد بكل جرأه 

وقوه ، ثم حدثت بعد هذا الحوار قصه التحدي بين كهنه البعل وايليا واسفر عن قتل 

ثماني مئه وخمسين نبى للبعل

السؤال هنا : ألم يكن ايليا النبى على علم انه لابد ان نخضع للسلطات ؟ وان كل 

سلطان انما هو من الله حسب رومية 13 ؟



ثانياً: صدر موقف من نفس الملك ( اخاب ) وهو يعبر عن الفساد الاجتماعي 

والاخلاقي والاستخدام الغير عادل للسطله والقوه ، كان هذا الموقف هو سلب قطعه

 حقل مملوكه لاحد عامه الشعب وهو نابوت اليزرعيلي ، عرض الملك على نابوت

 عرض سخيا لكن لاسباب او لاخري لم يقبل نابوت بها ، فما كان من زوجة الملك إلا

 ان دبرت مكيده على اثرها تم اعدام صاحب الارض وبذلك استطاع الملك ان يأخذ 

قطعه الارض.


فماذا كان دور ايليا النبى ؟ - من وجهه نظر مسيحيو القرن الحادي والعشرين – كان

 لابد ان يصمت فلا يجب ان يوبخ الملك لانه سلطه ولا يجب ان يتحداه بل كان من 

الواجب ان يصلي ان يظهر له الله في رؤيه في المساء ويعلن له عن خطأه وبذلك يكون 

ايليا النبى سلك المسلك الرائع الهادئ المتواضع ، بل ايضا يكون بذلك قد حفظ نفسه من 

بطش هذا الحاكم الفاسد.


لم يفعل ذلك ايليا النبى بل ذهب الى الملك وواجهه قائلا (هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟ ثُمَّ 

كَلِّمهُ قَائِلاً: هكَذاَ قَالَ الرَّبُّ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ 

دَمَكَ أَنْتَ أَيْضًا )


لم يخف ايليا النبى من بطش هذا الملك ، ولم يقل انه لو تحدث سيكون مصيره مثل 

مصير نابوت اليزرعيلي ، لكنه واجهه الملك بكل قوه وحزم بل واصدر عليه الحكم 

ايضا .



اخيرا اود ان اقول لا يجب ان تفهم مواقف ونصوص الكتاب المقدس فهما متعسفاً 

متطرفاً ،، ضع النصوص والمواقف جميعها جنباً الى جنب وستدرك الحقيقه ، ولا 

تبرر خوفك وترددك وعدم استطاعتك لمواجهه الحقيقه بأن كل هذا بناء على تعاليم 

الكتاب .

هناك تعليق واحد:

  1. جميل جدا يا رائد ربنا يباركك ويبارك كتاباتك وموضوع جميل فعلا ً..

    ردحذف