الخميس، 18 سبتمبر 2014

خدام الرب العظماء في القرن الواحد والعشرين



كانت وصيه الله للتلاميذ كي يصبحوا تلاميذ واتباع متقدمين وعظماء واضحه وصريحه ، لم يٌسمح فيها بإجتهاد او تفسير

 وقد ذكر لنا الانجيل وصيه المسيح تلك في ( مت 20 : 26 مت 23 : 11 مر 9 : 35 مر 10 : 43 ) حين قال ( من اراد ان يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادم واكبركم يكون خادم لكم اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل وخادم للكل بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر والمتقدم كالخادم)


فقد ربط المسيح - وعلى عكس طرق واساليب العالم - الوسيله التي يصبح فيها التلميذ عظيماً ، وهي ان يصير خادم للجميع.


ونري ايضا تكرار لفظ (خادم) في الانجيل في ( اع 13 : 5 وكان معهم يوحنا خادم اع 26:16 لانتخبك خادماً رو 13 : 4 لانه خادم الله للصلاح رو 15 : 16 حتي اكون خادم ليسوع المسيح 1 كو 3 : 5 من هو بولس ومن هو ابلوس بل خادمان امنتم بواسطتهما )


هكذا نري انه لتصبح تلميذ وتابع ومبشر وكارز ، عليك اولا ان تكون خادم


واود ان اقتبس تعريف للخادم من احدي روايات الكتاب علاء الاسواني.

الخدمه احساس ، خضوع وانبهار ، تسليم نهائي بالضاّله ، انسحاق امام تفوق طاغ.
الخادم الحقيقي يستمتع بالطاعه ، يعتز بخضوعه ، فضيله الخادم في كلمه ( حاضر ) ، مناقشه السيد جريمة ، بين الخادم والسيد ليس هناك وجهات نظر ، لا حق ولا باطل ، هناك فقط ما يريده السيد ، ما يأمر به ،، بل حتي ما يتمناه او يفكر فيه.

في القصور لا تتحرج السيده غالبا من استدعاء الخادم الى حجرتها وهي ترتدي قميص نوم يكشف مفاتنها، الخادم بالنسبه الى الهانم ليس رجلا ، انه خادم اقل بكثير من ان يُعمل حسابه في احاسيس الاثاره والغواية.
الخادم الحقيقي حرف ساكن موجود صحيح لكنه لا ينطق ابداً.
ممنوع على الخادم ان يلفت الانظار ، لا يجوز مثلا ان يرتدي ساعه انيقة او سلسله ذهبيه ، كل ما يمكن ان يميزه ممنوع ، يجب ألا يلاحظه السيد إلا عندما يحتاج إليه.


في رأي الخاص عندما تحدث الكتاب المقدس عن الخادم ، فلم يكن يريد معني اخر لتعريف الخادم سوي ذلك التعريف ( على الاقل 90% من التعريف السابق )


دعونا نري الخدام المفترض انهم خدام للمسيح وللكتاب وللاخرين كيف يكون شكلهم  وحياتهم اليوم.

الخادم في عصرنا الحالي ليس خادم بالمعني السابق ، لكنه نجم سينمائي او نجم سياسي ، يرتدي افخم الملابس ، يقتني احدث الموبايلات ، يمتلك الساعات الباهظه الثمن ، يقود سياره موديل السنه .

حين يكون على المنبر يتحدث للاخرين بتواضع  رهيب ويسترسل في الحديث عن كيف يكون الخادم اقل من الاخرين ، لكن حين يتواصل مع احدهم بشكل شخصي يمكنك ان تري شخص اخر يمتلك من الاعتزاز بنفسه وكبرياءه ومنصبه ما يكفي.

كي تحاول ان تقابل احدهم لابد من اخذ موعد مسبقاً ( رجل اعمال يعنى ) ، لا تستطيع ان تأخذ من وقته الكثير.

ويمكن ان يصل الامر انه لكي تجري مكالمه تليفونيه معه يمكنك ان تنتظر لمده عشرة ايام حتي تحظي بدقائق معدوده من وقته الثمين .

حتي حين ان يحاولوا اظهار بعض التعاطف مع الاخرين ، يكون التعاطف مبتذل وغير حقيقي.

حين يهتم بأحدهم يشعر وكأنه يفعل ما لا يجب فعله ، وانه يستحق الشكر والتبجيل من اجل فعله هذا.

بعضهم دائم الحديث عن العطاء والتقدمات والاحتياجات حتي يستطيع ان يحصل على تبرعات شخصيه.

( رأيت احد الخدام يتفاوض مع احد القساوسه على النسبه التي سيحصل عليها من جمع تبرعات للكنيسه )
بعض الخدام قد وضعوا ( تسعيره ) مقابل الخدمه .

بعضهم وضع شروط للخدمه مثل ( عدد الحضور توفير وسيله مواصلات مريحه ...)


اصبح الخادم ليس بمعناه الاصلي ، لكن الخدمه والخادم اصبح منصب رفيع يتطلع لان يتقلده كثيرون.

كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

فهل هذا هو اسلوب حياه الخادم التي كان يريدها الله ؟

هل هذا هو ما اراده الله لخدامه في القرن الواحد والعشرون ؟

ارجوا ان يراجع كل خادم نفسه ويعيد حساباته في جميع ممارساته



اخيراً انصح كل خادم ألا يحيا حياه النجوم ، فهذه ليست حياتك التي يجب ان تحياها وليست التي ارادها الله لك

السبت، 14 يونيو 2014

الكانتين في الكنيسه ( لا يليق )



يتحدث الكتاب المقدس في انجيل لوقا والاصحاح التاسع عشر والايات ( 45 : 46 ) عن الحادثه الوحيده التي نري فيها السيد المسيح ينفعل ويغضب ويصب جم غضبه على بعض الناس.


تلك الواقعه التي تتحدث عن استغلال الباعه للساحه الخارجيه للهيكل لاغراض البيع والشراء.


دخل المسيح الهيكل رأي مشهد البيع والشراء في بيت الله ، فطرد كل من الباعه والمشترون معاً، وكانت حجته في ذلك تلك الايه الشهيره ( بيتي بيت الصلاه يدعي وانتم جعلتموه مغاره لصوص )


حين تحدثت مع احد الخدام عن هذا الموقف للمسيح اجابني ان المسيح طردهم لان الباعه كانوا يسرقوا في اسعار الذبائح وهذا استناداً الى قول المسيح ( جعلتموه مغاره لصوص ) 

لكن ان كان كذلك ، لماذا طرد الباعه والمشترون ، لماذا لم يطرد الباعه فقط ، لماذا يطرد المشترون الذين يريدون ان يشتروا ليقدموا ذبائح ؟


في زمنا هذا، يمكن ان نري ( الكانتين ) الموجود في الكنائس مثل هؤلاء الباعه في الهيكل

لماذا نري في كنائسنا ( كانتين ) ؟ لماذا نري في الكنيسه مكان للبيع والشراء ؟

هل دور الكنيسه الرئيسي هو ان تكون مكان للعباده ؟ ام دورها ان تتحول مع الوقت بصوره او بأخر الى مؤسسه اقتصاديه ؟

هل من الطبيعي ان نري في الكنيسه ( مزاد ) عن الكانتين ، فمن يدفع اكثر يفوز بإيجار الكانتين لمده عام في الكنيسه ( حقيقه حدثت امامي في احدي الكنائس )

هل من الطبيعي ان نجد في الكنيسه مكان لتناول المأكولات والمشروبات ؟

هل من الطبيعي ان نجد اعضاء الكنيسه يتوجهون في اول دخولهم الى الكنيسه الى الكانتين بدل من ان يتوجهوا الى الكنيسه ليتقابلوا مع الله  ؟


الكنيسه في رأي هي مكان للعباده فقط ، لا يجوز ان تتحول بأي شكل من الاشكال الى مؤسسه اقتصاديه حتي ولو كانت في شكل صغير او حتي لو كان الدافع من وراء ذلك هو الحفاظ على اعضاء الكنيسه.


الكنيسه مكان للعباده  فقط ومن غير المقبول ومن غير اللائق ان تكون غير ذلك

الجمعة، 21 فبراير 2014

اصدقاء !! .... عفوا اخوات

( اخويا | اختي ) ولا ( صاحبي | صاحبتي ) ؟


العنوان غريب حبتين تلاته اربعه ، لكن اصبر معايا شويه وانت تفهم العنوان هدفه ايه واقصد بيه ايه


ملاحظه غريبه اكتشفتها داخل مجتمع ودوله الكنيسه، ولاني جزء من الكنيسه الموضوع لم يثير انتباهي، لانى ببساطه كنت مقتنع تماماً بالمبررات الموجوده وقتها ومازالت.

يرتبط اعضاء الكنيسه بعضهم ببعض ارتباط وثيق جداً ( عائلات – اسر – افراد ) ويكون التداخل بينهم اعمق واقوي من التداخل الطبيعي بين اصدقاء العمل او الجيران 


في احد المرات كنت اتحدث مع احد اصدقائي اثناء العوده من العمل وكان يتحدث عن احدي الفتيات التي يقابلهن في احد الكنائس، وكان يتحدث عنها بطريقه حميميه جدا وشعرت من خلال حواره معي كم هما اصدقاء مقربين بعضهم لبعض.


لكن ليست هذه هي الملاحظه الوحيده التي لفتت انتباهي، فلقد لاحظت تعمده الشديد والمباشر ان يذكر اكثر من مره اثناء حواره ان ( البنت دى زى اختي بالظبط )، حاولت ان اتمالك التساؤلات بداخلي وان اسيطر عليها لكني لم استطع.


فأوقفت الحديث وسألته بشكل مباشر وواضح، لماذا تتعمد ان تذكر امامي كم ان هذه الفتاه هي بمثابه اخت لك ؟


حاول ان يرد باجابات نموذجيه ( لاننى اشعر تجاهها نفس المشاعر التي اشعر بها تجاه اختي – رغم انه لديه اخين فقط - ، لاننا قريبين من بعض بشده ، لانها بالفعل اختي ولن افكر فيها بسوء .....الخ )


في حقيقه الامر لم اقتنع بكل هذه الاسباب وقررت ممارسه هوايتي المفضله وهي ان ابدأ بالاسئله حول الموضوع في اتجاهات كثيره حتى انفي من خلال اجاباته الاجابات السابقه حتى اصل لحقيقه الامر في تفكيره


لم اكتفي بالاجابه التي وصلت إليها من صديقي هذا واعتبرت انها حاله فرديه وقررت ان افعل نفس الامر مع عدد كثير من الشباب والشابات من اعضاء مجتمع الكنيسه


وكان السؤال المحوري في جميع احاديثي ( عندما تكون في مكان ما وتود ان يتعرف الجميع بعضهم ببعض فهل تفضل ان تعرفهم ب ( فلانه الفلانيه – اختي ولا صاحبتي - ؟) ونفس الامر مع الشابات


وللاسف كانت اغلب الاجابات والتي يمكن ان تكون بنسبه 95% انهم يفضلون ان يقولوا ( اخويا | اختي – زى اخويا | زى اختي )


لم يقف بي الامر عند هذا الحد وكان السؤال التالي هو،  ما الفرق بين الاخ والصديق ؟ ما هي الصفات الموجوده في الاخ والغير موجوده في الصديق ؟ ما هي تعريف الاخ وماهو تعريف الصديق ؟


لكنني وللاسف الشديد وجدت ان الجميع اجمع – بشكل مباشر او غير مباشر – ان لفظ الاخ او الصديق – هما وجهان لعمله واحده، نفس المواصفات الموجوده هنا هي هي نفس الصفات الموجوده هنا.


اذا لما التفرق في الاسم ؟ لماذا نحتقر الصداقه ونصبغها بصبغه الاخوه ؟ هل الصداقه حرام ؟ هل لدينا الشجاعه الادبيه الكافيه لنواجه انفسنا قبل ان نواجه المجتمع ؟


وعدت مره اخري اسألهم، لماذا اذا التفرقه وتفضيل لفظ ( اخويا | اختي ) عن ( صديقي | صديقتي ) ؟


وجدت ان ال 95% اجمعوا انهم يستخدمون ( زى اخويا | زي اختي ) لدرء الشباهات حول هذه العلاقه، لتوصيل رساله غير مباشره للطرف الاخر ان العلاقه بينهم علاقه صداقه دون ان يكون فيها اي نوع من انواع العواطف والمشاعر


يعنى من الاخر بدل ما اقول للناس ( فلان الفلاني مافيش اي علاقه عاطفيه بينا ) بقول ( فلان الفلاني زى اخويا )


وهنا اتسائل ما الذى ادي بنا الى هذه الثقافه الغريبه ؟ لماذا نخاف من لفظ الصداقه ؟ لماذا اصبحت اذهاننا ملوثه وبدل من ان تعتقد الخير في الاخر يكون الاعتقاد الاقرب هو الشر ؟


هل الكنيسه غير راضيه وغير قابله لوجود صداقه بين الجنسين ولم تستطيع ان تمنعها فقررت ان تقننا تحت مسمي ( دول اخوات ) ؟


اخيرا الصداقه ليس امر سئ، وليست عار علي احد، لكنه شرف ان تجد صديق حقيقي بجوارك دائما تفتخر به


يقول عالم النفس دافيز (davis)عن بعض خصائص الصداقه

1-       الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.

2-      تقبل الطرف الاخر كما هو

3-      الثقه في حرص كل طرف على مصالح الطرف الاخر

4-      احترام الصديق والاعتقاد في حسن تصرفه

5-      المساعده عند الحاجه

6-      فهم شخصيه الطرف الاخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكة

7-      التلقائيه وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الاخر

8-      الافصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصيه


بعد كل هذا هل هناك شئ يستحق ان انكر كل هذه الصفات الرائعه والجميله واخفيها تحت نقاب ( زى اخويا | زى اختي ) وافقد الصداقه معناها الرائع فقط لان من حولي متخلفين واذهانهم غير نقيه ؟


خليك شجاع وماتهتمش بالعقول المعاقه المتخلفه اللى كل تفكيرها في العلاقات الغير نقيه، الصداقه صداقه وماتضيعش قيمتها تحت لفظ ( اخويا | اختي )