الجمعة، 21 فبراير 2014

اصدقاء !! .... عفوا اخوات

( اخويا | اختي ) ولا ( صاحبي | صاحبتي ) ؟


العنوان غريب حبتين تلاته اربعه ، لكن اصبر معايا شويه وانت تفهم العنوان هدفه ايه واقصد بيه ايه


ملاحظه غريبه اكتشفتها داخل مجتمع ودوله الكنيسه، ولاني جزء من الكنيسه الموضوع لم يثير انتباهي، لانى ببساطه كنت مقتنع تماماً بالمبررات الموجوده وقتها ومازالت.

يرتبط اعضاء الكنيسه بعضهم ببعض ارتباط وثيق جداً ( عائلات – اسر – افراد ) ويكون التداخل بينهم اعمق واقوي من التداخل الطبيعي بين اصدقاء العمل او الجيران 


في احد المرات كنت اتحدث مع احد اصدقائي اثناء العوده من العمل وكان يتحدث عن احدي الفتيات التي يقابلهن في احد الكنائس، وكان يتحدث عنها بطريقه حميميه جدا وشعرت من خلال حواره معي كم هما اصدقاء مقربين بعضهم لبعض.


لكن ليست هذه هي الملاحظه الوحيده التي لفتت انتباهي، فلقد لاحظت تعمده الشديد والمباشر ان يذكر اكثر من مره اثناء حواره ان ( البنت دى زى اختي بالظبط )، حاولت ان اتمالك التساؤلات بداخلي وان اسيطر عليها لكني لم استطع.


فأوقفت الحديث وسألته بشكل مباشر وواضح، لماذا تتعمد ان تذكر امامي كم ان هذه الفتاه هي بمثابه اخت لك ؟


حاول ان يرد باجابات نموذجيه ( لاننى اشعر تجاهها نفس المشاعر التي اشعر بها تجاه اختي – رغم انه لديه اخين فقط - ، لاننا قريبين من بعض بشده ، لانها بالفعل اختي ولن افكر فيها بسوء .....الخ )


في حقيقه الامر لم اقتنع بكل هذه الاسباب وقررت ممارسه هوايتي المفضله وهي ان ابدأ بالاسئله حول الموضوع في اتجاهات كثيره حتى انفي من خلال اجاباته الاجابات السابقه حتى اصل لحقيقه الامر في تفكيره


لم اكتفي بالاجابه التي وصلت إليها من صديقي هذا واعتبرت انها حاله فرديه وقررت ان افعل نفس الامر مع عدد كثير من الشباب والشابات من اعضاء مجتمع الكنيسه


وكان السؤال المحوري في جميع احاديثي ( عندما تكون في مكان ما وتود ان يتعرف الجميع بعضهم ببعض فهل تفضل ان تعرفهم ب ( فلانه الفلانيه – اختي ولا صاحبتي - ؟) ونفس الامر مع الشابات


وللاسف كانت اغلب الاجابات والتي يمكن ان تكون بنسبه 95% انهم يفضلون ان يقولوا ( اخويا | اختي – زى اخويا | زى اختي )


لم يقف بي الامر عند هذا الحد وكان السؤال التالي هو،  ما الفرق بين الاخ والصديق ؟ ما هي الصفات الموجوده في الاخ والغير موجوده في الصديق ؟ ما هي تعريف الاخ وماهو تعريف الصديق ؟


لكنني وللاسف الشديد وجدت ان الجميع اجمع – بشكل مباشر او غير مباشر – ان لفظ الاخ او الصديق – هما وجهان لعمله واحده، نفس المواصفات الموجوده هنا هي هي نفس الصفات الموجوده هنا.


اذا لما التفرق في الاسم ؟ لماذا نحتقر الصداقه ونصبغها بصبغه الاخوه ؟ هل الصداقه حرام ؟ هل لدينا الشجاعه الادبيه الكافيه لنواجه انفسنا قبل ان نواجه المجتمع ؟


وعدت مره اخري اسألهم، لماذا اذا التفرقه وتفضيل لفظ ( اخويا | اختي ) عن ( صديقي | صديقتي ) ؟


وجدت ان ال 95% اجمعوا انهم يستخدمون ( زى اخويا | زي اختي ) لدرء الشباهات حول هذه العلاقه، لتوصيل رساله غير مباشره للطرف الاخر ان العلاقه بينهم علاقه صداقه دون ان يكون فيها اي نوع من انواع العواطف والمشاعر


يعنى من الاخر بدل ما اقول للناس ( فلان الفلاني مافيش اي علاقه عاطفيه بينا ) بقول ( فلان الفلاني زى اخويا )


وهنا اتسائل ما الذى ادي بنا الى هذه الثقافه الغريبه ؟ لماذا نخاف من لفظ الصداقه ؟ لماذا اصبحت اذهاننا ملوثه وبدل من ان تعتقد الخير في الاخر يكون الاعتقاد الاقرب هو الشر ؟


هل الكنيسه غير راضيه وغير قابله لوجود صداقه بين الجنسين ولم تستطيع ان تمنعها فقررت ان تقننا تحت مسمي ( دول اخوات ) ؟


اخيرا الصداقه ليس امر سئ، وليست عار علي احد، لكنه شرف ان تجد صديق حقيقي بجوارك دائما تفتخر به


يقول عالم النفس دافيز (davis)عن بعض خصائص الصداقه

1-       الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.

2-      تقبل الطرف الاخر كما هو

3-      الثقه في حرص كل طرف على مصالح الطرف الاخر

4-      احترام الصديق والاعتقاد في حسن تصرفه

5-      المساعده عند الحاجه

6-      فهم شخصيه الطرف الاخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكة

7-      التلقائيه وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الاخر

8-      الافصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصيه


بعد كل هذا هل هناك شئ يستحق ان انكر كل هذه الصفات الرائعه والجميله واخفيها تحت نقاب ( زى اخويا | زى اختي ) وافقد الصداقه معناها الرائع فقط لان من حولي متخلفين واذهانهم غير نقيه ؟


خليك شجاع وماتهتمش بالعقول المعاقه المتخلفه اللى كل تفكيرها في العلاقات الغير نقيه، الصداقه صداقه وماتضيعش قيمتها تحت لفظ ( اخويا | اختي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق