عندما اراد الله أن يخلق الانسان ( أدم ) لم
يكن في قصده او تفكيره أن يكون ادم اٌله يحركها الله كما يشاء _ يقول له افعل هذا
ولا تفعل ذاك _ لكنه اراد ان يخلق كائن
يُحبه ويتمتع معه بعلاقه شخصيه نابعه عن اراده حره و قويه .
لذلك لم يخلق الله الانسان مُصير كاقطعه
الشطرنج يُحركها كما يشاء ويضعها في اى مكان كما يحلو له ،، بل خلق الانسان وقد
اعطي له كامل الحريه ،، ويمكننا ان نري ذلك في سفر التكوين الاصحاح الثاني والعدد
السادس عشر والسابع عشر :
وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ
الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».
بما ان الله اراد ان يخلق الانسان ويعطيه
حريه ، فأنه قرر ان يعطيه حريه – من وجهه نظري – مطلقه ، وهذه الأيات تؤكد كلامي ، فقد اعطي الله الانسان
حريه اختيار ان يكون الانسان مع الله او ضده ، أن يختار أن يتبع وصاياه او يعصي
كلامه ، وبالطبع في حاله العصيان لن يمر العصيان مرور الكرام ، لكن على الاقل قد
اعطي الله الانسان الحق في تقرير مصيره واختيار قراراته – ان يكون صالح او غير
صالح – .
ونري في اماكن عديده في الكتاب المقدس الأيات
التي تؤكد على إراده الله ان يكون الانسان حر في افعاله واختياراته ، ومنها على
سبيل المثال لا الحصر .
أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ
قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ
الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ ( ثت 30 : 19 )
وهنا نري ان الله قرر ان يعطي الانسان حق الاختيار ، ويعطيه واقتراحه
الافضل ان يختار الحياه ،، لكنه لم ولن يجبره على ان يختار الحياه
وَقَالَ لِلْجَمِيعِ:«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي،
فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. ( لو 9
: 23 ).
لابد ان تلاحظ كلمه ( إن اراد ) ، وإن لم يريد الانسان فلن يجبره الله
على الاختيار.
إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا ( مت
19 : 17 )
هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ
صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي (
رؤ 3 : 20 )
وفي الأيه الاخيره نري قمه الحريه التى يعطيها الله للانسان وهي حريه قبول
الانسان للرب ملك وسيد لحياته او رفضه ،، فلا يفرض الله علينا اختياراتنا .
ثم نأتي الي الاعلان العالمي لحقوق الانسان والماده التاسعه عشر وتقول
:
لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا
الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية
وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
ويأتي الاعلان العالمي لحقوق الانسان _ هذا
الاعلان الذى وقعت عليه مصر وبمقتضي هذا التوقيع اصبح واجب تنفيذه على الشعب
المصري قانونيا – ويتحدث عن حريه الانسان في اعتقاد ما يشاء ، وان له كامل الحريه
ان يقول ما يشاء ، وان يذيع اراءه وافكاره دون تعنت من احد .
سؤالي هنا : هل يتم تنفيذ البند التاسع عشر من
الاعلان العالمي لحقوق الانسان الخاص بالحريات في مصر ؟
الاجابه ببساطه : لا
ليه ؟
مش هاقول لان السلطه مش بتنفذه ،، لكن اعتقد بشده
لان مافيش حد يدافع عن الحق دا .
وبما ان الكتاب المقدس والله نفسه اعطانا الحريه
في اختياراتنا وكان هو لنا اعظم مثال حينما اعطي الانسان الحريه في ان يقبله رب
وسيد لحياته او لاء ، فلابد ان ندافع عن هذا الحق بكل ما اوتينا من قوه ،، لانه
امر كتابي _ امر من الكتاب المقدس _ وكذلك امر قانوني .
انت بلا عذر ايها الانسان الذى تختبئ في بيتك
ولا تحاول ان تدافع عن اقل حقوق من حقوق الانسان
لكن
طلبتى منك ان لا تستخدم الكتاب المقدس في تبرير خضوعك وخنوعك واستسلامك وعدم
ارادتك في ان تواجهه الواقع ،،، انت شخص ضعيف يستخدم ( شماعات ) لتعليق ضعفه عليها