في احد المرات صعد يسوع الى الجبل وعلّم تلاميذه مجموعه
من اعظم التعاليم على مر التاريخ ، فنجد هذه التعاليم في انجيل متى والاصحاح
الخامس .
كانت واحده من أهم وأعظم هذه التعاليم هى ما جاء في (متى
5 : 39 ، 44 ) حيث يعلم المسيح تلاميذه قائلاً :
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ
لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا..... أَحِبُّوا
أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،
وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ.
وهنا
تظهر روعه ومحبه وتقدير واحترام المسيح لجميع الناس حتى لاعداءه ، وهو بذلك يعلم
تلاميذه وجميع اتباعه بإتباع نفس المبدأ ..... لكن :
عندما
نذهب الى موضع اخر في الكتاب المقدس وبالاخص الى إنجيل يوحنا والاصحاح الثامن عشر
والعدد الثالث والعشرون نجد امرأ مختلفاً بالمره ، حيث يقول الشاهد الكتابي :
أَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ
عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟
لقد
كان ذلك المشهد اثناء اجراء المحاكمه مع المسيح في السنهدريم ( مجلس الشعب حالياً
) ،، واثناء المحاكمه جاء احد العبيد ولطم المسيح على خده فكان هذا رد المسيح له .
السؤال
الذى يطرح نفسه بشده ،،،،،، هل ما قاله المسيح وعلمه كان مجرد تعاليم لا يمكن ان
يحياها احد حتى وان كان المسيح نفسه ؟ ،،، هل يطلب منا المسيح ان نفعل امور لم
يفعلها هو وفي اول محك عملى لم يحول للعبد الخد الايسر ؟
لشرح
هذه المعضله اود ان انوه ان هذا الحدث كان اثناء اجراء محاكمه رؤساء اليهود للمسيح
، وكانت المهمه الاولي للقضاه ( رؤساء اليهود ) هى اثبات ادانه الشخص او تبرئته ،
لقد كانت واحده من اعمق المعتقدات في المحاكمات اليهوديه العميقه هى ان المتهم برئ
حتى تثبت ادانته ، واذا تمت ادانه المذنب يأمر بجلده او عقابه ، لكن لم يصل الميسح
في ذلك الوقت الى مرحله مذنب ،،،،
لقد
كان رد المسيح على العبد هو رد ضمنى على رئيس الكنهه الذى يعرف القوانين جيداً
وسمح لذلك العبد ان يتجاوز حدود القانون ويلطم المسيح انثاء المحاكمه وقبل اصدار
حكم عليه .
وتاكيداً
على ذلك ،، عدم مناقشه من قاموا بجلده ثم من سخروا منه ثم من وضعوا اكليل الشوك
فوق رأسه ثم من قاموا بصلبه .
لم
يعلمنا المسيح قط ان نتخاذل عن فعل الصواب ، ولم يعلمنا قط ان نرى ان القوانين يتم
اختراقها ونقف مكتوفي الايدي ، لقد كان هذا المشهد من اعظم مشاهد مدى معرفه المسيح
لقوانين عصره ومدى احترامه لها ومدى سعيه لتنفيذها على اكمل وجه ....
ادعوا
كل شخص مسيحي ان لا يتخاذل عن اداء واجبه تجاه الوطن اتكالاً على الأيه التى تقول
( من لطمك على خد الايمن حول له الاخر )
اعرف قوانين بلدك جيداً ، اعرف حقوقك وواجباتها
وحافظ عليهما معاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق